الجزء الثاني: ما هو الأفضل؟
سنتطرق للعلاقات العامة الحديثة بشكل أوسع، اعتماداً على خبرتي في التكيف مع وسائل العلاقات العامة العصرية.
إنني أتعامل مع عملاء من مجالات مختلفة، وجميعهم متأثرون بتوجه المؤثرين الرائج حالياً. وأصبح المؤثرون الآن تحت المجهر، ويخضع أداؤهم وتأثيرهم للتقييم من قبل الصحافيين وخبراء العلاقات العامة. صحيح أن بعض المؤثرين فقدوا مصداقيتهم لعملهم مع أي علامات تجارية تأتي إليهم، لكن بعضهم جدير بالثقة، لما يمتلكون من حسّ عالٍ إزاء تقدير الذات. لذا نجدهم يحرصون على اختيار العلامات التجارية التي تستحقّ دعمهم، فإذا كانوا من المؤمنين بعلامتك التجارية، سيكونون أفضل سفرائها.
لقد كان وظيفتنا الرئيسية إيجاد التوازن بين الرسائل الرئيسية للعلامة التجارية وسرد المحتوى الإعلامي، لكننا أصبحنا الآن أيضاً خبراء في تنظيم أفضل العلاقات بين المؤثرين والعلامات التجارية، بما يضمن التأسيس لعلاقة المنفعة المشتركة مع المؤثر، لتحسين وتطوير صورة العميل، والتمسك بقيمه، ومساعدته في الوصول إلى جمهوره المستهدف. وفي نفس الوقت، ومن أفضل العلاقات أيضاً أن توفر العلامة التجارية للمؤثر الدعم، وأن تتيح له حرية الإبداع في التعبير عن رأيه في العلامة، وهو جانب لا يقدر بثمن لخلق محتوى حقيقي وجذاب.
لقد شهدنا نتائج مذهلة تتجاوز التوقعات من علاقات التعاون التي نجحنا في ترتيبها بين المؤثرين وعملائنا في “سيسيرو وبيرناي”. وعلى سبيل المثال، أتولى شؤون أحد العملاء في قطاع السيارات، وطلب منا منذ سنة تقريباً إعداد “قائمة من الأشخاص الجدد” لتجربة قيادة السيارات للوقوف على آرائهم. وأراد عميلنا أن يضيف إلى التغطية صحافيي السيارات، لذلك وجهنا دعوات لمحررين ومؤثرين، وقدموا الآراء الحقيقية من وجهة نظر العملاء المحتملين.
قال توماس إديسون “هناك دائماً طريقة أفضل- فلتعثر عليها”. وأرى نفسي محظوظة كأحد أعضاء فريق “سيسيرو وبيرناي”، لأننا نؤمن بهذه الحكمة، ونعمل بها كل يوم. وعلاوة على ذلك، تعتبر وكالتنا أول شركة استشارات علاقات عامة تقدم الطيف الكامل من خدمات اتصال المؤثرين الاستراتيجية. ومع انطلاقة برنامجنا المبتكر “سي أند بي”، اتبعنا منهجية مفصلة مع تطبيق أفضل الممارسات لتنظيم وإطلاق حملات اتصال فعالة وذات نتائج محددة مسبقًا مع المؤثرين. وبهذه الطريقة، يمكننا تسخير إمكانات المؤثرين لنقدم لعملائنا قيمة مضافة ملحوظة، من خلال تحديد المؤثر المثالي للعلامة التجارية، وتتبع الحملات بعناية، وتقديم معرفتنا العميقة بعالم المؤثرين في كل استراتيجية.
وخلال عملي بشكل وثيق مع صحافيي قطاع السيارات، لاحظت أنهم أيقنوا مبكرًا أهمية تبني هذا التغيير؛ لقد أدركوا أن مقاومة التغيير لن تؤخر نموهم الوظيفي فحسب، بل قد تقصيهم عن هذا المجال. ولهذا فإن عدداً من هؤلاء المحررين تحولوا إلى مؤثرين متخصصين في المجال ذاته، وعملوا بجد لتحسين قدراتهم الشخصية ومهاراتهم في التعامل مع قنوات التواصل الاجتماعي. وأعتقد أننا سنرى قريبًا المزيد من المحررين القادرين على اكتساب “أفضل المهارات” للولوج إلى “عصر العلاقات العامة الحديثة”.
الجزء الأول: الجوانب المتغيرة في مجالنا
يشهد مجال الاتصال تغيراً عميقاً، وخصوصاً بعد الإغلاق الأخير لعدد من المجلات والمحطات التلفزيونية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ضمنها مجلتي “سفن دايز” و “أكواريوس”، ومحطة “سيتي سفن”، ما يجعل الحديث عن هذه التغيرات ضرورياً.
سمعت عن الموضوع لأول مرة منذ أربع سنوات، وفي ذلك الوقت كنت أعمل لدى وكالة علاقات عامة كان مديرها يخبر عملاءنا أن العلاقات العامة التقليدية ستتلاشى في غضون 5 سنوات. بل أقنعهم أيضاً أن التحول إلى المجال الرقمي هو الخطوة الكبيرة المقبلة، وأنهم سيحتاجون إلى تقوية حضورهم في قنوات التواصل الاجتماعي لتتميز علامتهم التجارية على منافسيها. بصراحة.. شعرت بالإهانة، وأحسست كما وأنه يجب علينا ترك المكان، وتسليم شؤون العميل لفريق الإعلام الاجتماعي. لكن هل يمكن للشركات التخلي عن الوسائل التقليدية التي خدمت متطلباتهم في مجال الاتصال جيداً لفترة طويلة؟ وكيف ستكون العلاقات العامة من دون بيانات صحفية؟
في الحقيقة، ظهر لاحقاً أنه محق في تفكيره، وأن المجال الرقمي يعدّ الخطوة الكبيرة القادمة. لكن العلاقات العامة لم تتلاشى، بل أصبحت جزءاً من مفهوم أوسع وأكثر متعة من العلاقات العامة التي تضم قنوات متعددة واستراتيجيات حديثة.
لم يعد الموضوع محصوراً باستخدام أساليب العلاقات العامة التقليدية أو الرقمية، بل بات من الضروري استخدام النمطين معاً، في حين أصبح اتصال المؤثرين من أحدث الاستراتيجيات في مجموعة أدواتنا المتنامية. هذا هو عصر “العلاقات العامة الحديثة” – الطريقة الأمثل لتقديم الأفضل.
ريم مسودة هي مدير أول علاقات عامة في سيسيرو وبيرناي للعلاقات العامة، وهي وكالة مستقلة تتخذ من دبي مقرًا لها، وتقدم استشارات العلاقات العامة بطابع عصري جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. | www.cbpr.me